التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

الاستخدام المنهجي للملاحظة والتحليل النفسيوالاجتماعي لدراسة الظواهر الاجتماعية والنفسية التي يواجهها الأفراد في حياتهم.يتم تصنيف هذا النوع من الدراسات ضمن مجال علم النفس الاجتماعي العيادي، والذييركز على دراسة الظواهر النفسية الاجتماعية من خلال النهج العيادي.

مع ذلك، قد يثير استخدام المنهج العيادي بعض الشكوك حول درجةاليقين التي تتمتع به نتائج هذه الدراسات، نظرًا لعدم استندادها بشكل صريح إلىأبحاث ميدانية أو تجريبية محددة بدقة. ومن المهم أن ندرك أن هدف هذه المحاولة ليسالوصول إلى نتائج نهائية، بل هو تقديم مدخل إلى علم نفس التخلف وتسهمه في إكمالالدراسات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الظاهرة.

قيمة هذه المحاولة الأساسية تكمن في طرح منهجية نفسية لدراسةالإنسان المتخلف بمختلف جوانبه الوجودية. توضح هذه المنهجية بلا شك أن هذا الوجودمتماسك في ظواهره بتنوعها وتشتتها، وينتظم في بنية دينامية تعكس وضعية الإنسانالمقهور.

على الرغم من وجود بعض الثغرات في هذه المحاولة، يهدف أن يفتحالباب أمام البحوث النفسية الميدانية التي تحاول فهم الإنسان المتخلف بنوعيتهوخصوصية وضعه بشكل حي وواقعي. هذه الدراسات يمكن أن تكون أساسًا لعلم نفس التخلف،والذي يمكنه أن يساعدنا في وضع حد للتصنيفات النظرية والتفسيرات الموضوعية لإنسانالعالم الصناعي. وهذا يمنع الخطر الذي قد يتمثل في إخفاء وطمس الواقع الحقيقي.

إذا نجحت هذه المحاولة في تحقيق هدفها، وتمكنت البيانات المستخدمةمن اتخاذ طابع الافتراضات العملية، والتي تدعم أبحاث ميدانية دقيقة وعميقة، فإنهايمكن أن تساهم في فهم واقع الإنسان العربي.