يحكي قصة أسرة مصرية عاشت في حي جاردن سيتي بالقاهرة قبل ثورة يوليو بسنوات طويلة وعانت بعدها أعوامًا كثيرة، أحداث غريبة وشخصيات مُركبة تشابكت مصائرها حتى النهاية، وما بين الحقيقة والخيال يسرد العشماوي خيوط الحكاية وينسج فصولها على مهل، يروي لنا قصص الطفولة والغرام والمغامرة والهروب والجريمة والمؤامرة وصراعات السياسة مع السُّلطة الدينية على مقعد وحيد من خلال تصوير دقيق لمجتمع غربت شمسه منذ سنوات بعيدة لكن دفئها لم يبرد بعد.رواية تشبه جذع شجرة عجوز يضرب بجذوره في أرض التاريخ، راح المؤلف يدق عليه بمعول خفيف، لتتشكل منه شخصيات روايته وتتدفق حكاياتها وتُرسم صُورها وتتحرك أحداثُها في مشهدية عالية بأصوات أبطالها الأربعة، وعلى هامش من مقاطع الإذاعة المصرية عبر ثلاثين عامًا، حتى يصل بك إلى النهاية لتفاجَأ أن القصة لم تبدأ بعد، وأن كل ما فات ربما كان مجرد مقدمة، وأن بقية أحداثها لا تزال مستمرة.