يربط نهر النيل بين مصر وإثيوبيا وأوغندا،ويجمع بين شعبي هذه الدول على الرغم من اختلافهم. فأخلاقهم متشابهة، طيبة إلى حدالتفريط وخبث خفي إلى حد التضليل. كما أنهم يتجنبون العنف ويخشون السلطة،وينافقونها ويمشيون في ركابها، ويصليون وراءها دون أن يثقوا بها أو يؤمنوا بها.
لكن هذا الوضع لن يستمر طويلًا. فالمصالحالدولية والإقليمية المتشابكة تتغير باستمرار. وألعاب القوى الخفية لن تنتهي.والمعاهدات الدولية لو لم تجد قوة تحميها تفقد صلاحيتها.
وهذا ما حدث بالفعل في دول المنبع والمجرى،التي تمردت على كل ما سبق، وطالبت بصفحة جديدة، ومعاهدة جديدة، وأنصبة مياه جديدة.وهو ما أدى إلى أزمات بين هذه الدول ومصر، كانت الأخيرة منها في صيف 2009 الأكثرحدة. وبدأت تداعيات هذه الأزمات الخطيرة تتوالى.
لذلك، من المهم أن نبدأ من أول السطر، من أولقطرة في النهر، ونبحث عن حلول عادلة وشاملة لأزمة المياه في حوض النيل.