يبدأ الكاتب بالتأكيد على أن الخوف والقلق كانا من المشاعر التي صاحبت الإنسان منذ نشأته، وكانا من أهم العوامل التي شكلت قصته. فالخوف كان هو المحرك الرئيسي للإنسان في سعيه للبقاء والتطور، فقد دفعه إلى البحث عن الطعام والمأوى، وإلى تطوير أدواته ومهاراته، وإلى التجمع مع الآخرين للحماية من الخطر و دفعه الخوف إلى السعي لفهم العالم من حوله، فقد وجد الإنسان نفسه أمام شفرات غامضة تتغلغل في كل شيء حوله، في الطبيعة، وفي الفضاء، وفي داخل نفسه. فسعى إلى كسر هذه الشفرات، وإلى اكتشاف أسرار العالم، وإلى إيجاد حلول لمشكلاته.
ونتيجة لهذا السعي، تمكن الإنسان من صنع أكثر الأشياء تعقيدًا في الكون، وهو المجتمع البشري. فقد تعلم الإنسان التعاون مع الآخرين، وتنظيم حياتهم، وإنشاء أنظمة اجتماعية وسياسية وثقافية تمكنهم من العيش معًا في سلام وأمان.كما تمكن الإنسان من السيطرة على الطبيعة، فقد روض الحيوانات والنباتات، وتمكن من استخدام الموارد الطبيعية لصالحه.ولكن الإنسان لم يكتفِ بالبقاء، بل سعى إلى الخلود. فقد حاول إيجاد طرق لتجاوز الموت، وتحقيق السعادة الأبدية.وهكذا، تستمر رحلة الإنسان في البحث عن الفهم والمعنى، والسعي إلى تحقيق أهدافه. فهي رحلة إلى المجهول، ولكنها رحلة مليئة بالأمل والتحدّي.