كتاب "الموالد" لم يكن مجرد وصف للاحتفالات المصرية بذكرى مولد الأولياء والأنبياء، بل كان يشكّل جولة دينية واجتماعية وثقافية في قلب الحياة الشعبية المصرية. يقدم هذا الكتاب وصفًا للطباع والعادات وأساليب الحياة وأنماط السلوك للمصريين، وكذلك الانطباعات التي يتركها هذا الحدث على الزائرين الأجانب.
إنه يتناول أنواعًا متعددة من الأفعال وردود الأفعال التي تحدث خلال هذه الاحتفالات، ويتم ذلك بإحاطته بنزعات صوفية اكتسبها المؤلف من تفاعله مع الدرويش وأتباع الطرق الصوفية في الحياة اليومية وتجاربه المباشرة معهم. وقد تسلّط هذا التأثر الصوفي بصمته على كتابات "مكفرسون"، خاصةً عندما هاجم قضية تعطيل الموالد أو إلغائها، وأصر على تعصبه لفكرة أن الماضي دائمًا أفضل من الحاضر. ومن المعروف أن مبدأ "القديم على قدمه" هو أحد المبادئ التي يتبناها أتباع الطرق الصوفية في مصر.